الكائنات الحية وُجدت لتبقي.
وبالتالي
تعتبر غريزة البقاء هي أم غرائز الكائنات الحية و غايتها الكبري في الحياة
و لتحقيق تلك الغريزة وفي ظل محدودية وقت بقاء الكائنات الحية مهما طولت
أعمارها و عدم قدرتها علي مواجهة كافة الأخطار المحيطة، قامت الكائنات
الحية بتطوير ألية البقاء المثلي ألا وهي التكاثر، حيث سعي الكائن أن يبقي
بزيادة أعداده من خلال عملية حيوية يتشارك فيها الكائن الحي لينتج كائن
وليد مشابه له و تتكرر العملية بشكل موسع ليضمن إستمرارية النوع و يحقق
غاية البقاء كما ذكرنا سابقاً.
وفي ظل
تطور الكائنات الحية تطورت طرق تكاثرها لتكون أكثر فعالية وتنوعاً لتكوين
نسل أفضل بشكل عام و تبلورت لتشمل ما يسمي التكاثر الجنسي و هو الاكثر
تنوعاً في نقل الصفات الوراثية مابين الأجيال المتعاقبة خلفة كائن حي واحد و
مثالنا هنا هو الأنسان.
يستخدم
الأنسان ” الجنس” كوسيلة حيوية للتناسل و “يورث” صفاته للجيل التالي و
تتكرر العملية بتكرر الأجيال وتنوع عمليات التكاثر بين الأزواج المختلفة
وراثياً لينتج أجيالاً متعاقبة لكائن بدأت رحلة حياته منذ حوالي 3.5 مليون
عاماً و مستمرة حتي الأن، ولكن في ظل تتابع عملية التناسل تحدث الأخطاء
بسبب عشوائية العملية و تعدد الأحتمالات الداخلة فيها، تسمي الأخطاء
الناتجة عن الصفات الوراثية المتناقلة من جيل الأباء لجيل الأبناء ”
الأمراض الوراثية” و تحدث بشكل عام نتيجة خلل في الصبغيات ” الكروموسومات”
أو خلل في تركيب جين مُعين داخل الكرموسوم ليظهر صفة غير محمودة أو كما
يُشاع “مرض وراثي”.
تنقسم الأمراض الوراثية والعيوب الخلقية لأربع أقسام نذكر منهم أهم وأشهر قسمين :
– الأمراض الوراثية الناتجة عن خلل وراثي في الكروسومات “لا تعتمد علي وجود صفة قرابة بين الأبوين” مثل “متلازمة داون” التي تنتج عن وجود خلل في عدد الصبغيات الأنسانية لتصبح 47 كروموسوم بدلأ من 46 كروموسوم
– الأمراض الوراثية الناتجة عن خلل وراثي في الكروسومات “لا تعتمد علي وجود صفة قرابة بين الأبوين” مثل “متلازمة داون” التي تنتج عن وجود خلل في عدد الصبغيات الأنسانية لتصبح 47 كروموسوم بدلأ من 46 كروموسوم
الأمراض الوراثية الناتجة عن وجود خلل وراثي في الجينات..
وتنقسم تلك الأمراض لأربع أقسام فرعية :
الأمراض المتنحية :
هي الأمراض التي تصيب الأبناء “الذكور و الأناث” ويكون كلا الأبوين حاملاً
للمرض ولكن لا تظهر عليهم أعراض المرض وفي العادة يكون الأزواج أقارب
وبالتالي تنتشر تلك الأمراض في المناطق المشجعة لزواج الأقارب مثال؛ الوطن
العربي
من أمثلة تلك الأمراض،
أمراض الدم الوراثية مثل انيميا الخلايا المنجلية، فقر دم البحر المتوسط
التي تُعرف بالثلاسيميا، وأمراض التمثيل الغذائي الناتجة عن الخلل الوراثي
في تكوين الأنزيمات والمواد اللازمة لتسيير العمليات الحيوية.
الأمراض السائدة :
هي أمراض ليس لها علاقة بالقرابة, وتتميز بإصابة أحدى الوالدين بنفس المرض
واشهر أمراض هذا النوع “متلازمة مارفان “و مع أن هذا النوع من الأمراض ليس
له علاقة بالقرابة، لكن عند زواج اثنين مصابين بنفس المرض (وقد يكون
بينهما صله نسب) فقد تكون الإصابة في أطفالهم اشد او اخطر وذلك لحصول الطفل
على جرعتين من المرض من كلا والديه.
الأمراض المرتبطة بالجنس المتنحية :
ينتقل هذا النوع من الأمراض من الأم الحاملة للمرض فيصيب أطفالها الذكور
فقط، وأشهر هذه الأمراض مرض نقص أنزيم G6PD “مرض أنيميا الفول” وهذا النوع
في العادة ليس لها علاقة بزواج الأقارب، ولكن المرض قد يصيب الأناث إذا
تزوج رجل مصاب بالمرض بإحدى أقاربه الحاملة للمرض.
الأمراض المرتبطة بالجنس السائدة :
هي أنواع من الأمراض النادرة والتي في العادة تنتقل من الأم إلى أطفالها
الذكور و الإناث, وقد يكون شديد في الذكور مقارنه بالإناث مثل نوع من انواع
الكساح المُسمي” الكساح المضاد لفيتامين د “.
من
التقسيم السابق نري أن زواج الأقارب يُعتبر من السلوكيات الخاطئة والمضرة
علي المستوي الأجتماعي أيضًا وليس فقط الصحي و يؤكد أن الفحوصات الطبية قبل
الزواج ليست مجرد رفاهية ولكنها ضرورة لتجنب الكثير من المشاكل المتعددة
والخطيرة التي تهدد النسل القادم الناتج من تلك العلاقة.